معارك غيرت مجرى التاريخ الإسلامي - موقعة الزلاقة

12:55 ص

موقعة الزلاقة 479 هــ:
قد لبى الملك المجاهد يوسف بن تاشفين دعوة المعتمد بن عباد ملك أشبيلية، ليصد عنه عدوان ألفونسو السادس ملك قشتالة بعد أن قتل المعتمد على الله بن عباد رسله وصلبهم بعدما تعمدوا إذلاله في طلبهم للجزية. حيث طلب أحد الرسل أن تضع زوجة ألفونسو مولودها الجديد في أكبر مساجد أشبيلية. لأنه تم التنبؤ لها أنها إن ولدت هناك سيدين المسلمون بالولاء لولدها.
اجتاز المجاهد يوسف بن تاشفين البحر إلى الأندلس سنة 479هـ على رأس جيوش من البربر وتمكن من هزم الملك الأسباني في وقعة شهيرة جرت في سهل الزلاقة. وخضعت بعدها دويلات طوائف الملوك لسلطان المرابطين.
بعث ابن تاشفين رسالة إلى ألفونسو السادس يقول فيها “بلغنا أنك دعوت أن يكون لك سفناً فتعير بها إلينا فقد عبرنا إليك وستعلم عاقبة دعائك وأني يا ألفونسو السادس أعرض عليك الإسلام أو الجزية عن يد وأنت صاغر أو الحرب ولا أُؤجلك إلا ثلاث” فرد عليه ألفونسو “فإني اخترت الحرب فما ردك على ذلك” فقلب يوسف بن تشفين الورقة ثم قال
“الجواب ما تراه بعينك لا ما تسمعه بأُذنك والسلام على من اتبع الهدى”
وقعت المعركة في سهل في الجزء الجنوبي لبلاد الأندلس يقال له الزلاقة. يقال أن السهل سمي بذلك نسبة لكثرة انزلاق المحاربين على الأرض بسبب كمية الدماء التي أريقت ذلك اليوم وملأت أرض المعركة. تسمى لدى المؤرخين الغربيين بنفس الاسم العربي لها.
هاجم ألفونسو المسلمين ووجدهم مستعدين وقاوموا مقاومة عنيفة واستمرت المعركة حتى العصر ما بين المجموعة الأولى وقوات ألفونسو كلها حتى أرهق كلا الطرفين، فما كان من ابن تاشفين إلا أن أرسل جنوده على دفعات إلى أرض المعركة مما أدى لتحسين موقف المسلمين ثم عمد ابن تاشفين على اختراق معسكر الصليبين ليقضي على حراسه ويشعل النار فيه الأمر الذي أدى إلى تفرق جيش ألفونسو بين مدافع عن المعسكر ومحارب للقوات الإسلامية.
حوصر ألفونسو وبقية جنده ولم يتبق منهم سوى ألفونسو الذي قطعت قدمه في المعركة ورجع معه 450 فارسًا أغلبهم مصابون. هرب الذين تبقوا من جيش ألفونسو ولم يصل منهم إلى طليطلة سوى 100 فارسٍ.
إن يوسف بن تاشفين لو أراد استغلال انتصاره في موقعة الزلاقة، لربما كانت أوروبا الآن تدين بالإسلام، ولدرس القرآن في جامعات موسكو، وبرلين، ولندن، وباريس!

0 التعليقات