شركة الهند الشرقية وتعاونها مع السيخ والهندوس لتحطيم حكم المسلمين في الهند ؟
كانت شركة الهند الشرقية الإنجليزية تتحين الفرص لكسب ود سلطات دولة المغول الإسلامية في الهند وكانت الشركة تعرف تماماً أنه ليس بمقدورها تحدي الدولة المغولية التي كانت قوية ومتماسكة
وتضرب بيد عن حديد كل من يعبث بأمنها واستقرارها في البر الهندي ومن هنا اختارت الشركة في هذه الفترة التذلل والتودد أمام سلطات الدولة على أمل أن يسمحوا لها بمزاولة نشاطاتها التجارية داخل أراضي الدولة
وحدث ذات يوم احتكاك عسكري بين الشركة والدولة فتصدت له الدولة بقوة وهكذا فشلت أولى محاولات الشركة
في اختبار عرض القوة
وكان السلطان أورنكزيب أول من وجه ضربة قاسية إلى أطماع شركة الهند الشرقية الإنجليزية وأجبرها على التقهقر في المناطق التي كانت بحوزتها وتعهدت بأن لا تعود إلى مثل
هذا السلوك في المستقبل .
وفيما بعد تعاون الإنجليز مع الأقلية السيخية ورحب الإنجليز بنمو قوة الإمارة السيخية المتعاونة معهم في العداء السافر
ضد الإسلام والمسلمين
واعتبروها إمارة حاجزة بينهم وبين أي هجوم محتمل من آسيا الوسطى لنجدة المسلمين في الهند
كما جرى في خلال قرون عديدة مضت
وبارك الإنجليز نهج السيخ الإرهابي ضد المسلمين وأطلقوا يدهم ضمن الحدود التي سمحوا بها .
وبعد مرور ثلاث سنوات رأوا أن يقضوا على الإمارة السيخية نهائياً ويلحقوها بالأراضي التي تخضع لسيادة الشركة .
وهكذا انتهت عن الوجود دولة السيخ بيد أصدقائها وحلفائها الإنجليز بعد أن استنفذت خدماتها للأصدقاء .
استمر الإنجليز على صب جام غضبهم على المسلمين واتبعوا معهم سياسة الإبعاد عن الوظائف وخيرات البلاد وتشجيع الهندوس وتثبيت أقدامهم في المراكز العليا والمناصب الرفيعة
كما فتحوا لهم أبواب الرخاء وميادين الرقي ويسروا أمام أبنائهم التعليم بالمدارس في حين كانوا يعملون على إبقاء المسلمين في ظلمات الجهل والتخلف ليكونوا آمنين من أي محاولة منهم لاسترجاع السيادة التي سلبها منهم الإنجليز
بمساندة وتمهيد من جماعات الهندوس .
كانت لشركة الهند الشرقية الإنجليزية مهمة تنصيرية منذ تأسيسها إلى جانب مهامها الأساسية في التجارة والكشف والاستعمار وتبدو تلك المهمة واضحة في البراءة الملكية التي تم بموجبها تأسيس الشركة إذ تنص على عدم السماح للشركة
بالدخول في حرب مع أي أمير نصراني في حين خولتها الصلاحية بإعلان الحرب أو عقد اتفاقيات السلام
مع الحكام غير النصرانيين.
مصدر رسالة مقدمة لنيل الدكتوراة بجامعة أم القرى
شركة الهند الشرقية الإنجليزية منذ تأسيسها حتى سقوط دولة المغول الإسلامية في الهند
للباحث نصير أحمد نور أحمد .
0 التعليقات