معركة وادى المخازن الخالدة الجلسة الأخيرة

2:22 م
معركة وادى المخازن الخالدة الجلسة الأخيرة 
المغاربة الأبطال يدافعون عن بلاد الإسلام
الجزء الثالث لا يفوتكم 
ذكرنا سابقاً أن السفن الصليبية أبحرت من ميناء لشبونة باتجاه المغرب يوم 24 يونيو 1578م ، وأقامت في لاكوس بضعة أيام ، ثم توجهت إلى قادس وأقامت أسبوعاً كاملاً ثم رست بطنجة ، وفيها لقي سبستيان حليفه المتوكل ، ثم تابعت السفن سيرها إلى أصيلا ، وأقام سبستيان بطنجة يوماً واحداً ، ثم لحق بجيشه، أما الجيش المغربي : فكانت صرختة في كل أنحاء المغرب ( أن اقصدوا وادي المخازن للجهاد في سبيل الله ) تجمعت الجموع الشعبية وتشوقت للنصر أو الشهادة ، وما إن علم السلطان عبد الملك بتقدم الجيوش البرتغالية، حتى استعد استعداداً عظيماً من جانبه، وترك العدو يتوغل داخل البلاد عمداً، وكتب عبد الملك رحمه الله من مراكش إلى سبستيان كلب أوروبا وقال له ( إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك ، وجوازك العدوة ، فإن ثبت إلى أن نقدم عليك ، فأنت نصراني حقيقي شجاع ، وإلا فأنت كلب بن كلب ) 
،
وفي يوم الاثنين 6 أغسطس 1578م الموافق لـ 30جمادى الأولى 986هـ، تقابل الجيشان، جيش المغرب الإسلامى وجيش الصليب المقدس، قريباً من القصر الكبير، على وادي المخازن، وقبل نشوب المعركة بعث عبد الملك فرقة من جيشه لهدم القنطرة الوحيدة ، التي كانت على النهر، كي يتعذر على العدو الفرار إذا ما انهزم. ثم التحم الطرفان في واقعة عظيمة، دوى فيها الرصاص وقنابل المدافع، واختلط الحابل بالنابل، وتلونت مياه النهر بدماء القتلى والجرحى، واشتد القتال عن آخرة بين جيش المسلمين المغربى بمساندة الجيش الإنكشارى العثمانى وبين جيش ملوك أوروبا الصليبى بقيادة البرتغالى #سبستيان ،
واستمرت الحرب بين الجيشين واحتدت المعركة وزادت قساوتها وأظهر المغاربة الأبطال بطلولة لم يسبق لها مثيل إلا فى زمن الصحابة الكرام، جيوش الصليب تتقهقر أمام هجمات الأبطال المسلمين المغاربة وبجوارهم إخوانهم من الجيش العثمانى (الإنكشارى) يساندوهم ضد ملوك أوروبا الصليبين، والبطل الكبير قائد جيش المسلمين "عبد الملك السعدي" يخترق الصفوف كالسهم وهو يقاتل قتال الأسود، وهو رأس حربة المسلمين في القتال يمهد لهم السبيل والطريق لاختراق صفوف الصليبيين، هذا كله رغم مرضه الشديد الذي كان يعاني منه منذ أن خرج من مراكش للجهاد، وهذا الإقدام والمباشرة للقتال بنفسه جعل علته تزداد عليه بشدة، حتى حملوه مدنفاً إلى خيمته وهو في النزع الأخير، وقد أصر هذا البطل الشجاع أن يعطينا درساً في الحزم والشجاعة، حتى وهو يجود بروحه عندما فاضت روحه وهو واضع إصبعه على فمه إشارة لمن معه عند وفاته بألا يخبروا أحداً من الجنود بوفاته، حتى لا تنهار معنوياتهم أمام عدوهم، ،
وتولى القيادة مكانه أخوه الأمير "أحمد المنصور" ولم يمض وقت طويل حتى لاحت بشائر النصر للمغاربة الأبطال، وحلت الهزيمة بالبرتغاليين ، وتوجهت فلولهم نحو القنطرة للنجاة بأنفسهم، فوجدوها مهدمة فألقوا بأنفسهم في النهر، فى موقف مرعب لا يتخيلة القارئ الكريم ، فغرق منهم الكثير الكثير وكان على رأس من ابتلعتهم مياه النهر رمز الخيانة والغدر المخلوع "محمد المتوكل"، الذي لا تكفيه مياه الأنهار والمحيطات لتطهره من دنس خيانته، وخطيئته في حق دينه وأمته، أما الأمير "سبستيان" فقد نال جزاءه وقتل، وحوله ألوف تدافع عنه، واستمرت هذه المعركة أربع ساعات وثلث الساعة، وانتهت بفوز ساحق وباهر للإسلام وأهله، وقد مات في هذه المعركة ثلاثة ملوك، بطل مجاهد نحتسبه شهيداً وهو "عبد الملك السعدي"، وخائن مخلوع وهو "محمد المتوكل"، وصليبي حاقد وهو "سبستيان" ملك البرتغال. ،
مصادر ( شوقي ضيف عصر الدول والإمارات، دار المعارف، القاهرة، ص 292. 6- شوقي الجمل،  ص 176.
مصادر ابوالعباس الناصري، ج5 ص 86. 28- ص 85.
مصادر (أبو العباس ،الناصري: الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، الجزء الخامس، الدارالبيضاء دار الكتاب، 1955، ص 65. 3 ) وغيرهم ،
وقد أدت هذه المعركة الخالدة لتأمين حدود دولة الإسلام من ناحية الغرب، وسقط نجم نصارى البرتغال في عالم البحار، واضطربت دولتهم، وضعفت شوكتهم، يقول المؤرخ البرتغالي "لويس ماريه" واضعاً نتائج المعركة: [وهو العصر النحس بالغ النحوسة "هذا الوصف لا يجوز شرعاً" الذي انتهت فيه مدة الصولة والظفر والنجاح, وانتهت فيه أيام العناية من البرتغال، وانطفأ مصباحهم بين الأجناس، وزال رونقهم، وذهبت نخوتهم وقوتهم، وخلفها الفشل الذريع، وانقطع الرجاء، واضمحل الغنى والربح، وهو ذلك العصر الذي هلك فيه "سبستيان" في القصر الكبير في بلاد المغرب،" وانا من هنا من مصر انا اخوكم محمد منصــور أحيي هذا القائد الشجاع القوى الذى لا يخشى إلا الله وحده السلطان عبدالملك وأحيي كل أهلى فى المغرب الإسلامى الصغير وأحيهم فى المغرب الكبير فى جزائر الشهداء وفى #تونس_الخضراء بارك الله فيكم وأكرمكم
وشهركم مبارك وكل عام وانتم بخير، والحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

1 التعليقات: