الحرب النفسية عند صلاح الدين الأيوبي.؟

5:36 م

الحرب النفسية عند صلاح الدين الأيوبي.؟

في معركة حطين الشهيرة، أحضر الصليبيون معهم صليبهم الأعظم الذي يسمونه صليب الصلبوت، والذي يذكرون أن فيه قطعة من الخشبة التي صلب عليها المسيح عليه السلام بزعمهم. وبدا لصلاح الدين -الذي لم يكن همه مقصوراً على القتال المباشر فقط، بل كان يستخدم الحرب النفسية للتأثير على العدو-، بدا له أن الإستلاء على هذا الصليب سيكون له أثر سلبي على نفسية الصليبيين، وسيزرع في قلوبهم الوهن.
في هذه الأتناء كان فرسان الداوية والإسبتارية يقاتلون، وفي الوقت الذي فقدوا فيه الأمل بأي انتصار؛ أمر صلاح الدينِ ابن أخيه تقي الدين عمر بن شاهنشاه أن يهجم مع خيَّالته على الصليبيين الذين تضعضعت صفوفهم، واختل نظام جيشهم، وأشعل المسلمون خلال ذلك النيران في الأعشاب الجافة والأشواك؛ فحملت الريح لهيبها ودخانها باتجاه الصليبيين؛ فزادت من معاناتهم، واجتمع عليهم العطش، وحر الزمان، والنار والدخان والسيوف، وأدى ذلك إلى فرار من بقي منهم من ساحة المعركة إلى إحدى قرون حطين حيث شاهدوا تقي الدين عمر يقبض على صليب الصلبوت؛ فأُسْقِطَ في أيديهم، وكانت تلك أكبر خسارة تكبدوها.
وتجمع بعض الفرسان حول خيمة ملكهم غي دي لوزينيان لشن هجوم مضاد، لكن صلاح الدين عاجلهم؛ فاندفع المسلمون الذين صعدوا إلى التلة التي نُصِبَتْ فيها الخيمة وأنهوا المعركة، وأسروا كل من كان حول الملك وفيهم الملك نفسه وأخوه، وأرناط صاحب الكَرَك، وجماعة من الداوية والإسبتارية، وكَثَُرَ القتلُ والأسرُ فيهم.

0 التعليقات